فنون الرقص الشعبي او الفلكلوري الأسواني (النوبي): –
لغة لا تموت خاصة داخل المجتمع النوبي فنجد أن الشعب النوبي كان دائما لديه القدرة علي التغلب علي المصاعب والقوانين التي تهدد وجودهم بالغناء والرقص فنجدهم يرقصون حتى للموت له رقصة خاصة لها شكل معاير لرقصات الأفراح.
فأنهم يعرفون كيف يرقصون للمأسي ينشدون في الأحزان أو يصفقون بأيديهم عند الابتلاءات
منعا للخطر ؛ كما يعرفون كيفية ضرب الأرض بإقدامهم الثابتة لصنع إيقاعات ترمز لروح
الشموخ والعزة والثبات والتحدي .
وارتبط الرقص أيضا بموسم الزراعة والحصاد ؛حيث تعتبر رقصة “الأراجيد” هي الرقصة
الأشهر بالنوبة وكان لرقصة “الأراجيد” ارتباطا وثيقا بليلة الحنة بأفراح النوبة يستخدم فيها
آلة موسيقية شبيهة الطبلة تصاحب غناء المطربين بالأفراح النوبية .أما عن طريقة استعمال
تلك الآلة فنقوم علي ضرب مستخدميها باليد علي “الاراجيد”. ولا يقبل النوبيين بوجود راقصة
متخصصة بالرقص في أفراحهم فهم لا يحبون ذلك؛ فالرقص النوبي هو رقص جماعي بطبعه
يشارك فيه الرجال والنساء من مختلف الأعمار كما أن الرقص والألحان والغناء بالنوبة ليس
مجرد تراث وثقافة فقط لا غير، ولكنه منهج للحياة وسلوك بشري وعادة يومية أشبه ما تكون
بالطقوس والشعائر عند النوبيين
الايقاعات النوبية:
أن الإيقاعات الأساسية في الموسيقي النوبية التقليدية تشمل كلا من: (الكومباش) و(الكيتشاد)، و(الله ليه لي)، والذي يسمى أحيانا بـ (الإيقاع الكنزي)، وأولن أرجيد، أي رقصة الكف، بالإضافة إلى إيقاعات أخرى مثل (السكي)، و(هل) و(فيزي).
الموسيقة النوبية عرفت عددا من الآلات الموسيقية أقدمها ما أطلق عليه اسم (الصفارة) والتي يتم العزف فيها عن طريق النفخ، ثم الربابة ذات الوتر الواحد، ثم آلة الطمبور (كري أوكيسر)، وهى آلة وترية، ثم آلة العود التي أدخلت على الموسيقى في القرن العشرين، كما أدخلت آلات البند العربي مثل الأورج والجيتار، وبالتالي أصبحت الموسيقى مهجنة، وهو ما يشير له المؤلف بأنه كان عاملا من عوامل انتشار الأغنية والموسيقة النوبية.
أما الشكل الآخر من الفنون النوبية فهو الغناء النوبي، حيث كان النوبييون يتحدثون في الماضي باللغة المصرية القديمة، ثم اللغة المرية نسبة إلى دولة (مروي)، كما استعاروا بعض الحروف القبطية وأضافوا إليها حروفا من اللغة الديموطيقية، لذلك أصبحت اللغة النوبية لغة قراءة وكتابة، وأضافوا لها ثلاثة حروف هي: (تشاي- نقاى- نجاى)، فأصبح عدد حروف اللغة النوبية (24) حرفا، وتعددت بذلك لهجات أهل النوبة من (الكنوز والفاديجا والعرب والمحس والسكوت)، ولذلك فإن النوبيين يتحدثون ويغنون بثلاث لهجات، هي: (الكنزية والفاديجية والدنقلاوية)، بالإضافة إلى العربية، كما يشير المؤلف إلى أنه عبر تاريخ النوبة تنوع غناء أهلها بين غناء الطمبور وأغاني الطار.
و أن من سمات الغناء النوبي أنه يعتمد على مشاركة الكورس المكون من النساء والأطفال والرجال، فيتكون من خط أساسي ميلودي واحد، ولكن في نفس الوقت يتم تأديته من خلال مناطق صوتية متعددة، ومعظم الغناء النوبي يصاحبه الرقصات ونقرات الكف، والتي تتميز بالسين كوب والسكتات والتداخل الإيقاعي، وهو ما جعل المجتمع النوبي قادرا على أن يخرج للعالم عدد من أشهر الفنانين الذين يتميز غنائهم باللون النوبي ومذاقه الحلو المميز.
ويذكر المؤرخون المتخصصون أن النوبة القديمة كان لها طراز فني لكل فن من فنونها الشعبية، ويمثل هذا الفن خلاصة كل مرحلة تطور لمنطقة من مناطق النوبة خلال الفترات التاريخية التي تتابعت خلالها الثقافات المختلفة على سكان النوبة وأهلها، وحيث تميزت ثلاث مجموعات سكانية من بين أهل النوبة هم الكنوز والفادحة والعرب، وهو ما جعل لكل مجموعة سكانية من هذه المجموعات الثلاثة خصائص مميزة لمدرستها الفنية.
رقصة الوسطانية “الشيلة”
تؤدى بعد وصول موكب الشيلة أو سد المال إلى منزل أهل العروس ولا يرقصها إلا النساء مع ضرب الدفوف والغناء، والاصطفاف في نصف دائرة وتتشابك أياديهن وتتحركن إلى الأمام والخلف ببطء، مع حركة الوسط والتقدم في انحناء خفيف، مع رفع الأيادي متشابكة ثم إنزالها، وتدخل إحدى الفتيات لتؤدي الرقص أسرع وسط دائرة من النساء.
استعراض الأراجيد
أداء الأراجيد يتم بمصاحبة الغناء والإيقاع الصوتي وضرب الدفوف وتتميز التشكيلات بخطوة منتظمة، تبدأ من يوم تخضيب الحنة وفي ليلة الزفاف، يتقدم المغنون إلى المنتصف ويضرب الرجال الدفوف، وتصطف النساء أمامهم، وتتشكل على شكل مربع أو دائرة والحركة تتميز بالتمايل يمينًا ويسارًا، والرقص في خطوة موحدة منتظمة إلى اليمين ثم سحب الجسم عليها وجذب القدم اليسرى مع هز الجسم إلى الأمام ثم إعادة القدم اليسرى وعليها الجسم مع جذب القدم اليمنى، وتكون الأيادي متشابكة من عند الذراع أو الساعدين، ويقوم بعض أصدقاء العريس بالرقص بالتناوب داخل الدائرة.
رقصة فري
ويطلق عليها رقصة طائر السمان وتؤدى ضمن احتفالات مراسم الزواج في الحنة والزفاف، مجموعة من الشباب يتحلقون في نصف دائرة ومجموعة من الفتيات في النصف الآخر، وترقص فتاتان في نصف الدائرة بخطوات سريعة جدًا، وتخرجا ويدخل غيرهما، وتصاحب الرقصة أغنية تحمل نفس الاسم.
رقصة بلاجة
أو رقصة الدلوعة، وتشبه رقصة الفري، ولكنها أبطأ وترمز إلى العروسة، وتصاحبها أغنية بلاجة تمدح العروس فيها.
رقصة الكف “الهولي هولي”
لرقصة الكف عند الكنوز أكثر من طريقة منها الهولي هولي، وفيها يصطف الشباب والرجال على شكل مربع يؤدون خطوات موحدة، وبينهم المنشدون الذين يؤدون الأغاني ويضربون على الدُف، ويشتد ضرب الكف، ويقف ثلاثة من ضاربي الدفوف واثنان من ضاربي الدف الكبير لأداء الأغاني مع الضرب على الدفوف يتوسطهما حامل الجريدي، وفي الجانب يجلس ضارب النقارة، ويتحلق الرجال حولهم والنساء في طرف الحلقة، ويتقدم أربعة من الكفافة يقفزون ويصفقون على إيقاعات النقارة والدفوف.
وبين أقارب العريس تقف فتاة تشارك الرقص وهي متشحة بطرحة على وجهها، ويتقدم منها الكفافة ويتقهقرون، وتتبعهم المؤدية حتى يصلوا للمغنيين فتتراجع ويتقدموا وهكذا، وغالبا ما يصحب المؤدية أحد أقاربها يحمل سيفًا يلوح به راقصا رمزا لحراستها.
رقصة الكف “التربالة- الكرو”
تتشكل دائرة من الرجال يصفقون وتتحول الدائرة إلى مستطيل ويجلس عند أحد أركانها ضارب النقارة وإلى جواره سيف وحربة ودرقة، وينسحب ضاربو الدفوف، ولا يصاحب هذه الرقصة أية أغنية، وتجلس النساء خلف حلقة الرجال ولا تشارك النساء في هذه الرقصة.
يبدأ والد العريس المؤدي الرقصة برفع سيفه وهزه في الهواء ويردد كلمات تشيد بالحسب والنسب، وتزغرد النساء خلف الحلقة، ويصدر الرجال همهمات تعبيرًا عن الفرحة والفخر، ثم يتناول الدرقة ويبدأ استعراض الرقص واثبًا حتى نهاية المستطيل ويعود إلى حيث بدأ، ويضع الدرقة والسيف مكانهما ليتناولهما غيره، وكلما خرج مؤد بعد أدائه للرقص، دخل والد العريس لمنتصف الحلقة وأطلق أعيرة نارية في الهواء تحية للمؤدى.