الحرف والصناعات اليدوية

الحرف اليدوية والتراثية في النوبة: –

على النغمات النوبية، لا تزال سيدات النوبة ورجالها يواصلون العمل فى صناعة المشغولات اليدوية، وترجع بهم الذاكرة إلى النوبة قديماً حيث كان الأجداد يزاولون هذه الحرفة فى البيوت المطلة على النيل مباشرة جنوب أسوان، وأصبحت الآن إرثاً للأجيال.

الحرف والمشغولات اليدوية التي يعمل بها أبناء النوبة في أسوان، واستطاعوا من خلال إرث الأجداد أن يصلوا إلى العالمية في منتجاتهم التي اعتمدت على البيئة والصناعة اليدوية دون تدخل ماكينات أو آلات المصانع، حتى صنعوا منها الأشكال والمجسمات المختلفة الألوان والأحجام وأصبحت معروضات أهل النوبة مستلزمات ضرورية للسائح والزائر داخل القرى النوبية في أسوان.

 تحكى المشغولات اليدوية النوبية عن توارث الحرف من الاجداد “وهي صناعة المشغولات اليدوية التي يعاد استخدامها من الطبيعة والبيئة المحيطة مثل النخيل والأشجار والأحجار وغير ذلك، وكانت السيدات قديماً تصنع هذه المنتجات لغرض استخدامها في البيوت وليس التسويق لها مثلما هو حاصل الآن”.

 

كما أنه من ضمن هذه المنتجات “الوليل “،” والكريج”، “والفِتة” وهى أسماء نوبية لبعض المنتجات فـ”الوليل” هو غطاء صينية الأكل وهو من التراث الموجود داخل كل منزل، وهو مصنوع من جريد النخل وخيوط صوف ويتميز بالألوان المختلفة الزاهية”، و يوجد به أحجام ويجب تعليقه على جدران كل منزل، مؤكدة أن العريس النوبي لابد أن يرسم هذا الشكل على جدران منزله بنفسه باستخدام ألوان الزيت، ويتم استخدام هذا الوليل في وضع الأكواب عليه و تغطية صواني الطعام.

 

كما ان المنتجات النوبية اليدوية أصبحت علامة بارزة لأهل النوبة وتلفت انتباه السائحين الزائرين بعد أن تحولت معظم القرى النوبية لمزارات سياحية حيث يفضل السائحون الأجانب زيارتها للاستمتاع بالبيئة النظيفة الخالية من الضوضاء والملوثات الصناعية، فهي قرى بيئية تطل على النيل مباشرة ويوجد بها بيوت مبنية على الطراز القديم للنوبة ذات الألوان الزاهية ويعيش أهلها على العادات والتقاليد القديمة التي توارثوها من الأجداد.

 

يوجد العديد من المعارض المحلية داخل مصر وأيضاً الدولية في الحرف اليدوية حيث أن كل حرفة تعتمد على جميع مشتقات النخيل دون تدخلات خارجية لأى جزء من القطعة التي يصنعها، ورغم أن الخامات التي يتم الاعتماد عليها لا قيمة لها عند المزارعين ومعظمهم يتخلصون منها باستثناء اعتمادهم على جريد النخيل فقط، إلا أن هذه الخامات يتم الاستفادة منها من خلال إعادة تدويرها ففي الوقت الذى يتخلصون فيه من: “السباط والعرجون والكرناف.

 

من جانبها، حرصت محافظة أسوان على إقامة وتنظيم معرض مفتوح للمشغولات اليدوية لسيدات النوبة وأسوان حيث شارك فيه نحو 30 سيدة، تعرض المنتجات التراثية المميزة ذات الطابع النوبي المعروف بأشكاله وألوانه سواء فيما يتعلق بالخوص أو الخيط أو الخرز من شال وطاقية والعقد وغيرها، ويتردد عليه العديد من الزائرين المصريين والسائحين الأجانب، باعتباره واحداً من المزارات السياحية المميزة في أسوان، ويحرص الكثير منهم على شراء واقتناء بعض الهدايا والمشتريات التي تتميز بها أسوان مثل المشغولات اليدوية النوبية والكركديه والبلح والدوم والفسيخ وغيرها من الأشياء المميزة التي تتميز بها أسوان.

صناعة الخوص:

تعتبر صناعة الخوص من الصناعات اليدوية التي تشتهر بها النوبة، وهي عبارة عن أوراق النخيل التي تجدل مع بعضها البعض بطريقة تضيق أو تتسع حسب نوعية المنتج ومشغولات الخوص تقوم بها السيدات غالبا، ويقوم بوضع الالوان الزاهية عليها لتضيف الشكل الجمالي لها، ويتم تناقل هذا المهنة بالوراثة حيث تحرص الأم على تلقين ابنتها أصول الحرفة، وفى بعض المجتمعات يتشارك الرجال مع النساء خصوصا في تصنيع السلال الكبيرة

وينقسم الخوص إلى نوعين:

النوع الأول

هو لبه الخوص (الذي يقع في قلب النخلة) وتتميز بنصاعة بياضها وصغر حجمها وسهولة تشكيلها وتستخدم غالبا في صنع السلال الصغيرة والمشغولات الدقيقة وتتسم بالمكانية زخرفتها واستخدام أكثر من لون في المنتج الواحد وتوزيع الألوان بنظم هندسية جمالية.

النوع الثاني

يتكون من بقية أوراق النخيل العادية وهي أوراق أكثر خشونة وطولا ويتم غمرها بالماء لتطريتها حتى يسهل جدلها وتشكيلها ويستعمل لصناعة الحصير والسلال الكبيرة والمقاطف التي تستخدم غالبا لأغراض زراعية (جمع المحاصيل ـ حمل التبن ـ الردم) أو استخدامها للتسوق حيث تتسع لمشتريات عديدة إضافة إلى سهولة حملها فوق الرأس لدى باعة المحاصيل والحبوب حيث يقومون بعرض بضاعتهم فيها ويتم استخدام وحدات زخرفية كبيرة على هذه المنتجات وغالبا لا تستخدم معها ألوان لكن قد تطعم في بعض المنتجات يضفر الخوص الأبيض مع الأخضر

وتعمل المنتجات الخوصية على الحفاظ على الأطعمة والحبوب وعدم تعرضها للعطب أو التعفن نظرا لمقاومتها لعنصر الرطوبة 0

ويصنع من خوص النخلة أنواع متعددة من السلال التي تستخدم كأوعية لحفظ حاجيات المنزل وتقديم الأطعمة والمخبوزات وحمل الخضراوات وعرض الحبوب والغلال عند العطارين وباعة الغلال والحصير ومفارش الأرضيات (البرش) وسجاجيد الصلاة بإشكالها المختلفة البيضاوية، والمستطيلة، والمراوح، والبرانيط.

كيفية صباغة الخوص:

يتم صبغ الخوص بألوان مختلفة تتوافر لدى محال العطارة وتبدأ الصباغة عادة بغلي الماء في وعاء كبير وتوضع فيه الصبغة المطلوبة ثم يتم إسقاط الخوص المطلوب تلوينه ويترك لمدة 5 دقائق ثم يرفع من الماء ويوضع في الظل حتى يجف.

أما الخوص الأبيض أو الحليبي فأنه يكتسب هذا ألون نتيجة لتعرضه للشمس لفترة محدودة من الوقت او نتيجة تبخيره.

تصنيع الخوص

وعند تصنيع الخوص لابد من نقعه في الماء الحار لتليينه حتى يسهل تشكيلة سوا كان خوص عادى أو ملون لان الصبغة لا تزول بالماء وبعد تطرية الخوص يبدأ التصنيع بعمل ضفيرة طويلة ويختلف عرض الضفيرة حسب نوع الإنتاج وكلما زاد العرض زاد عدد أوراق الخوص المستعملة وباتت الصناعة أصعب وبعد صنع الجديلة يتم تشكيل الخوص حسب المنتج المراد صنعة وغالبا تتم بالاستعانة بإبرة عريضة وطويلة (تصنع عند الحداد خصيصا لهذا الغرض) وخيط قد يكون أحيانا من الصوف للتزيين لاكنة غالبا يكون من خوص نخيل الدوم حيث يتسم بمتانته

مراحل التصنيع

يمر تصنيع الخوص بعدة مراحل، يبدأ من الحصول علية حتى المنتج النهائي وهذه المراحل هي:

  1. تقطيع الخوص اليابس من شجرة النخيل.
  2. فصل الخوص عن الجريد
  3. وضع الخوص في الشمس كي يجف (يستغرق عملية التجفيف في الشتاء من أسبوع إلى عشرة أيام وفى الصيف حوالي أربعة أيام.
  4. بعد أن يجف الخوص يتم جمعة في شكل مجموعة من الحزم.
  5. يتم تقسيم كل سعفة أو (تشريحها) إلى شرائط حسب نوعية المنتج وحاجة التصميم.
  6. يوضع الخوص في الماء لتطريته. بعد ربطة على شكل حزم ويطمر في الماء بواسطة ثقل لعدة أيام وقد تستغرق هذه المرحلة يوما واحدا كحد ادني وربما أكثر من ذلك.
  7. بعد أن يتشبع الخوص بالماء يكون جاهزا للتشكيل.
  8. بعد ذلك يضفر ويختلف عدد الضفائر حسب الشكل المراد عملة في النهاية ثم توضع الضفائر في الماء من جديد لتصبح لينة عند الاستخدام.
  9. وخياطة المنتج تبدأ من قاعدة المنتج أو قمته حسب نوع المنتج وتتوالى الخياطة بشكل دائري حلزوني حتى تصل إلى نهايته أو حافته.
  10. وتكاد تتشابه طرق تصنيع المنتجات الخوصية سواء من حيث مراحل الإعداد وطريقة التصنيع نفسها باستثناء بعض الفروق الطفيفة التي تختلف من مكان لأخر حسب طبيعة كل مكان على حين يمثل الكرباج (سباطة البلح) الأساس البنائي لمشغولات الخوص في النوبة.

المشغولات اليدوية من الصوف

تشتهر السيدات في النوية بعمل المشغولات اليدوية والتي تعبر عن تراث وثقافة المجتمع النوبي، حيث وتقوم النساء بإضافة الأشكال الحديثة من حيث الملابس أو المفروشات التي تحمل ثقافة المرأة في النوبة.

شارع السوق السياحي بمدينة اسوان يضم معروضات جذابة من منتجات الحرف اليدوية والفنون التراثية التي تشتهر بها محافظة أسوان حيث ان المشغولات اليدوية عليها إقبال كبير من المصريين والأجانب كما يوجد  منتجات الخرز و الجلباب اليدوى و الإكسسوارات ذات الطابع الفرعوني، والطاقية اليدوية والشال النوبي وبدلة بكار سواء للأولاد  أو البنات ومنتجات الخرز وكلها منتجات حرفية مصنوعة يدويا والطاقية بكار بأنواعها المختلفة  وطقم بكار والجلباب والطاقية النوبية ومنها شغل من الصوف وشغل من القطن ومنها المشدود والغير مشدود وأشهر الأنواع هو طاقة بكار.

وأضاف أنه منفذ بيع لكن هناك متخصصون لصنع هذه المشغولات اليدوية ذات التراث النوبي في قرى غرب أسوان وجزيرة غرب سهيل.

صناعة النول

تعتبر صناعة النول من أشهر الأنشطة اليدوية التي يقوم بها شعب النوبة، وتعتبر صناعة النول من الصناعات التي يتم توريثه أبًا عن جد، حيث إنه يتم أستخدم آلة النول لصنع الشال والقماش والملابس النوبية، والنول هو عبارة عن آلة تدار يدويًا وهي من الآلات التي استخدمها قدماء المصريين.

المراكب النوبية:

” في قرية غرب سهيل على ضفاف النيل المركب هي وسيلة الانتقال الأساسية داخل القرية مما يدل  على أهمية المراكب النيلية داخل القرية والتي اعتمد عليها أهل النوبة منذ آلاف السنين في التنقل من وإلى القرية.

تعد صناعة المراكب النوبية بشكل مصغر وسيلة أيضا للحفاظ على التراث النوبي القديم، حيث أن هناك عدد كبير من أنواع المراكب النوبية، فمنها “النقورة والقياسة والفلوكة والمراكب الشراعية”، وغيرها وجميعها تستخدم كوسائل انتقال أو لنقل البضائع.

ويتم صناعة المراكب النوبية ببعض الأدوات مثل الخشب والحبال والورق المقوى الملون والسادة، حيث إن صنع المركب الوحدة يحتاج لجهد وتركيز كبير من أجل وضع أدق التفاصيل بالمركب وذلك لصغر حجمها.