فن الرسم بالحناء: –
“الليلة الحنة وبكره الدخلة زغردو يا بنات يا بنات الحنة”.. من أشهر الأغاني التى لا يخلو فرح مصري خاصة فى أسوان من ترديدها، وتشتهر أسوان بزراعة الحنة حتى أصبحت تنافس بها الحنة السوداني، وتزرع فى عدة مناطق، من بينها منطقة الرديسية شمال شرق محافظة أسوان، والتي يزرع بها حوالى 4 ألاف فدان، ولم تكتفى الرديسية بزراعة الحنة بل تقوم بطحنها وتعبئتها وتصديرها، حيث حققت شهرة عالمية.
نبات الحنة :
“زراعة الحنة بدأت فى القرية منذ عام 1967 وكنا نزرع مساحات صغيرة للاستخدام المنزلي والزينة فقط، ومع مرور الوقت تحولت زراعة الحنة إلى المحصول الثاني فى القرية بعد زراعة القصب، ويعيش من عائد زراعاتها ونقلها وتعبئتها وتصديرها المئات من الأسر” حسبما أوضح محمد ربيع، من أهالى الرديسية.
وقال المهندس محمد الشيمي، مدير أحد مطاحن الحناء بالرديسية، إن المنطقة تعتبر أكبر منتج للحناء ذات الجودة العالية بمصر، لذا يقبل عليها التجار والشركات العالمية في استيرادها وخاصة بالمملكة العربية السعودية ومعظم دول الخليج، إضافة إلى السوق الأوروبي الذي تتقدمه ألمانيا بإقبالها على عملية شراء كميات كبيرة من الحناء، وفقًا لمعايير وشروط تم وضعها والالتزام بها، وأهمها أن يكون المحصول خالي من الشوائب أو من الإضافات حيث يتم تحليل المنتجات قبل تصديرها بمعامل وزارة الزراعة.
مراحل انتاج الحنة :
وأضاف أن الحنة بعد حصادها تجفف وتورد بعد ذلك للمطاحن ثم تفرغ في المطاحن من جديد ويتم تكسيرها في البداية، وبعد ذلك يتم تبريدها وتنعيمها والتحكم في درجة نعومة المنتج النهائي حسب طلب المصدرين، ثم تعبئتها، لافتًا أن حطب أشجار الحنة يتم الاستفادة منه في صناعات عديدة منها “المشنات والتندات وشماسي القرى السياحية”.
وأشار الحاج أحمد محمد، مزارع بالرديسية إلى أن الحناء تزرع في شهري مارس وأغسطس من كل عام، أي تحصد مرتان فى العام الواحد، وإنتاجية الفدان تصل مابين طن إلى طنين، أي أن إنتاجية الفدان خلال العام تصل من 3 لـ 4 طن من الحناء.
وأوضح حسين إبراهيم، من أهالي إدفو، أنه لا يخلو بيت في محافظة أسوان من الحناء، لما لها من استخدامات عديدة سواء في العلاج أو التجميل، مؤكدًا أنها آمنه مقارنة ببقية مستحضرات التجميل والصبغات التي تدخل فيها موادًا كيماوية.
يظل نبات الحنة الذي يُعرف بـ”النبات الساحر” يحمل الشهرة الكبيرة محليًا وعالميًا، فقد تغنى به أشهر المطربين والمطربات، واحتضنته الشركات العالمية المهتمة بالصحة والتجميل، كما تظل الحنة رمزًا للزينة والجمال للمرأة، ومشروع زراعي واعد لشباب أسوان.
“رسم الحنة” فى اسوان
مدينة الجنوب السمراء “أسوان”، لا تكتفي بروعة مناظرها الطبيعية الخلابة بل أضافت نساؤها عليها لمسة جميلة بفن “رسم الحنة”، والذى احترفته نساء هذه المدينة التى أصبحت ذات شهرة واسعة فى مختلف دول العالم.
يعتبر “رسم الحنة” من الفنون الأسوانية المميزة والتى تنتشر بمحافظة أسوان ويقبل عليها أهالى المحافظة وزوارها والسائحون، ومن العادات الأصيلة فى المناسبات السعيدة مثل حفلات الزفاف والخطوبة.
وهناك العديد من السيدات اللاتى احترفن المهنة، فضلًا عن السودانيات اللاتى يرسمن الحنة فى شوارع وسط مدينة أسوان وخاصة شارع الشواربي القديم، وبجوار مكتبة العقاد بشارع كورنيش النيل.
ويعتبر فن رسم الحنة ايضا من أهم طقوس الزواج فى مصر، وليلة الزفاف، والتى تستخدم فيها الحنة لتزيين العروس وفى أسوان يستخدمها العريس أيضًا برسوم مخصصة للرجال، ولا يقتصر رسم الحنة على العروسة فقط.
وتتميز القرى النوبية في محافظة أسوان بوجود العديد من السيدات اللاتي يحترفن رسم الحنة، ومن أشهر تلك القرى غرب سهيل السياحية، وغرب أسوانوتتعلم الفتيات الأسوانية وخاصة النوبيات رسم الحنة منذ الصغر وتبدأ معهم كهواية الرسم ثم تتحول إلى مهنة بعد التمكن من الرسومات واحترافها، وتتنوع الرسومات تتنوع على حسب ذوق العروسة أو الفتاة التى تطلبها وسنها والمناسبة التى تحضرها.
وتعتبر العجينة المستخدمة فى رسم الحنة عبارة عن ورق حنة تضاف إليه صبغة سوداء ويتم عجنها جيدًا ويتم وضعها في كيس بلاستيك على شكل قمع ويتم الرسم من خلاله، ويتردد على البيوت النوبية فى القرى السياحية السائحين أثناء زيارتهم للقرية يطلبون رسم الحنة،ويختارون الرسومات البسيطة.
قالت “مديحة” رسامة حنة فى أسوان، إن فصل الشتاء يعد موسمًا لها، بسبب قدوم السائحين سواء الأجانب أو المصريين فى إجازة نصف العام وزيادة أعداد زوار القرية وتوافد بعض الأفواج السياحية التي تقبل على رسم الحنة.
وأضافت لـ”البوابة” أن الأسعار للمصريين تبدأ من 15 جنيهًا لليدين، وعلى حسب الرسمة المطلوبة، أما الأجانب فلهم أسعار أخرى على حسب الاتفاق مع المرشد السياحي المرافق لهم، مشيرة إلى أن بالنسبة للعروسة هناك حسابات خاصة لأنها ترسم فى مناطق مختلفة بالجسم وتكون لها رسومات مميزة يتم الاتفاق عليها مسبقا.
من هواية لمهنة
ونجد أن الفتيات الأسوانيات يتعلمن رسم الحنة منذ الصغر وتبدأ معهن كهواية الرسم ثم تتحول إلى مهنة بعد التمكن من الرسومات واحترافها.
وتتنوع الرسومات على حسب ذوق العروسة أو الفتاة التى تطلبها وسنها والمناسبة التى تحضرها، ولهذا تعتبر العجينة المستخدمة فى رسم الحنة عبارة عن ورق حنة تضاف إليه صبغة سوداء ويتم عجنها جيدا ويتم وضعها في كيس بلاستيك على شكل قمع ويتم الرسم من خلاله، ويتردد السائحون على البيوت النوبية فى القرى السياحية يطلبون رسم الحنة، ويختارون الرسومات البسيطة.
الشتاء موسمهم
وأكدت “مروة” رسامة لفن الحنة بأسوان أن فصل الشتاء يعد موسما لها بسبب قدوم السائحين سواء الأجانب أو المصريين فى إجازة نصف العام وزيادة أعداد الزائرين، حيث يترددون عليها بشكل دورى.
وأوضحت أن الأسعار للمصريين تبدأ من 15 جنيها لليدين، وعلى حسب الرسمة المطلوبة، أما الأجانب فلهم أسعار أخرى على حسب الاتفاق مع المرشد السياحي المرافق لهم، مشيرة إلى أنه بالنسبة للعروس هناك حسابات خاصة لأنها ترسم فى مناطق مختلفة بالجسم وتكون لها رسومات مميزة يتم الاتفاق عليها مسبقا.
ويقول مصطفى محمد، مرشد سياحى، إن الأفواج السياحية من الجنسيات المختلفة تهتم بزيارة قرية غرب هيل ضمن برنامجها السياحى، حيث يقضون ساعات طويلة داخل هذه القرية التى تشتهر بشهرة عالمية، ويستمتعون بالبيوت النوبية ذات الطراز الجمالى الفريد وسط الطبيعة الساحرة والخلابة من النيل والشلالات، كما تحرص السائحات على رسم الحناء بأشكالها وأنواعها المختلفة.